الاثنين 03 فبراير 2025, 18:00

رئيس FIFA يؤكد خلال قمة حقوق الطفل أن "كرة القدم تُعد أداة سحرية في ميدان التعليم"

  • يلقي جياني إنفانتينو كلمة في القمة العالمية لقادة الدول حول حقوق الطفل المنعقدة في الفاتيكان

  • برنامج "كرة القدم للمدارس" الذي تقدّمه FIFA يُعد نموذجًا حيًا لكيفية تسخير كرة القدم كوسيلة تعليمية

  • يشدد رئيس FIFA على أن كرة القدم مدرسة للحياة، تترك بصمتها الإيجابية على حياة الأفراد خارج الملعب

أكّد رئيس FIFA، جياني إنفانتينو أن كرة القدم تُعد "أداة سحرية للتعليم"، خلال حديثه في ندوة ضمن قمة قادة العالم حول حقوق الطفل المنعقدة في الفاتيكان، إذ تناولت الندوة أهمية تعزيز فرص التعليم، وتقليل معدلات الجهل، ودور التعليم في كسر حلقة الفقر.

شارك إنفانتينو في ندوة بعنوان "حق الطفل في التعليم"، حيث سلّط الضوء على برنامج "Football For Schools" الذي أطلقته FIFA في 123 اتحادًا من أصل 211 اتحادًا عضوًا، عبر القارات الست. ويهدف البرنامج، بالتعاون مع سُلطات الحكومات المحلية ومنظمة اليونسكو، إلى تعليم الأطفال مهارات الحياة من خلال جلسات كرة قدم ترفيهية.

في مبادرة حملت شعار "أحبهم واحمهم" ضمن هذه القمة، دعت الفاتيكان نخبة من القادة العالميين لمناقشة قضايا حقوق الطفل. شارك الجميع في مناقشة عن سُبل حماية الأطفال من العنف والاستغلال، وحقهم في الوصول إلى الموارد الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية، إضافة إلى تعزيز دور الأسرة في حياتهم.

كان من بين المتحدثين في القمة شخصيات بارزة، من بينهم ملكة الأردن، الملكة رانيا، ونائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الخارجية أنطونيو تاجاني، والرئيسة الإندونيسية السابقة ميغاواتي سوكارنوبوتري. افتتح البابا فرانسيس أعمال القمة، حاثًا زعماء العالم على الإنصات إلى الأطفال الذين يعانون ويلات الحرب والفقر والنزوح.

عقب مشاركته، صرّح السيد إنفانتينو، "تشرفتُ بالتحدث في قمة قادة العالم حول حقوق الطفل المنعقدة في الفاتيكان، حيث شددتُ على الدور المحوري لكرة القدم بكونها مدرسة للحياة، تصنع التغيير الإيجابي." وأضاف، "كرة القدم أداة سحرية توحّد الشعوب وترسم الابتسامات على وجوه الأطفال. ويمكن استغلالها لتعليمهم الدروس الحياتية والقيم المهمة."

"تتعامل FIFA مع مسؤولية تعليم الأطفال وحمايتهم بجدية تامة، إذ أبرمنا شراكات متعددة مع هيئات الأمم المتحدة، وعبر المبادرات المستوحاة من البطولات الكبرى، مثل كأس العالم FIFA للرجال والسيدات، ومنافسات الفئات السنية، نواصل التأثير الإيجابي في حياة الأطفال خارج الملعب."

وأضاف، "أشكر جميع زملائي في الندوة، وجميع الشخصيات البارزة الحاضرة، بمن فيهم ممثلو مختلف الأديان، الذين أكدوا بقوة وبصوت واحد أن جميع الأطفال متساوون، فنحن فريق واحد، وعلينا أن نلعب معًا للفوز بهذه المباراة التعليمية! تمامًا كما قال البابا فرانسيس إن مستقبل الأطفال هو مسؤوليتنا الأولى، فلنحبهم ولنحمهم."

خلال الجلسة، استقبل البابا فرانسيس إنفانتينو، الذي استهل حديثه عن السعادة التي تجلبها كرة القدم. مستعرضًا أمام الحضور الكرة الرسمية لكأس العالم للأندية FIFA™ المقبلة. وقال: "إذا ألقيتم نظرة على وجوهكم لحظة ظهور الكرة، فسترون الابتسامة ترتسم عليها. هذه هي الابتسامة ذاتها التي نراها على وجوه الأطفال في كل أنحاء العالم حين يحصلون على كرة مثل هذه."

وواصل رئيس FIFA حديثه: "الكرة هي مدرسة للحياة. عندما يلعب الأطفال كرة القدم، يتعلمون مبكرًا أن العنف ممنوع لأنه يُعد خطأ، وأن النجاح لا يتحقق إلا بروح الفريق. وأن الخسارة ليست نهاية الطريق، بل درس يدفعهم للنهوض مجددًا للعب المباراة التالية، فتعتريهم رغبة الفوز بها. لذا تعطي كرة القدم الكثير من الدروس للأطفال من خلال اللعب.

في مجتمعنا الحالي، نحن أمام تحدٍ كبير يتمثل في كيفية جذب انتباه (الأطفال)، لأن عبر التعليم... يمكننا تعليمهم الكثير من الأشياء التي ستفيدهم في حياتهم. لذا اليوم وهنا، أنا وFIFA، نود أن نستعرض أداة أمامكم جميعًا - بل هي أداة في غاية القوة، قائمة على هذا الشيء السحري الموضوع أمامكم. إنها أداة للتعليم - ألا وهي كرة القدم."

FIFA Football for Schools in Tanzania

أكد السيد إنفانتينو أن برنامج Football For Schools الذي يقدّمه FIFA يستند إلى رؤية تجعل من كرة القدم وسيلة جذب لانتباه الأطفال. فهو يوضح، "ما إن تدخل الفصل الدراسي، وتضع الكرة على مكتب المعلم، حتى تلمع أعين الصغار بالاهتمام. فتخاطبهم قائلًا: ’اليوم، حديثنا عن كرة القدم.‘ فينصتون السمع. وحينها يصبح المجال مفتوحًا للحديث عن تمكين المرأة أو التمييز أو العنف أو التغذية أو الصحة، وبهذا يمكنك التحدث عن أي موضوع لأن كل شيء له علاقة بما يجذب انتبه الأطفال.

"بهذه الكرة، التي تُعد أداة سحرية للتعليم، وبالشراكة مع اليونسكو ووكالات الأمم المتحدة المختلفة، صغنا منهجًا تعليميًا شاملًا، موجهًا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والخامسة عشرة."

وقد شارك رئيس FIFA الندوة شخصيات مرموقة، من بينهم الأسقف بول تيغي، سكرتير دائرة الثقافة والتعليم في الفاتيكان؛ والفيلسوف والمحلل النفسي ميغيل بيناساياغ؛ ورئيس جماعة سانت إيجيديو، ماركو إمباغلياتسو؛ إلى جانب الحاخام ديفيد روزن، المستشار الخاص لبيت العائلة الإبراهيمية؛ ومعالي نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فضلًا عن ليليانا سيجري، الناجية من الهولوكوست وعضو مجلس الشيوخ مدى الحياة في إيطاليا؛ وكذلك ميغاواتي سوكارنوبوتري، الرئيسة السابقة لإندونيسيا وعضو جائزة زايد للأخوة الإنسانية.